مدمن فى حاويه القمامه

هذا أيها الإخوة شاب ، التقيت به في المنطقة الشرقية.. له قصة عمر طويلة ..

مليئة بالمآسي والعبر .

يقول هذا الشاب :قبل سنوات ، بدأت معاناتي
على مقاعد الدراسة .

كان والدي يهددني بالعقوبة الشديدة في حال فشلي في
الدراسة .يقول : إذا ما نجحت والله أعلقك في المروحة .مضت الأيام ..

وحدث
ما كنت أخشاه . خرجت من المدرسة ..

ركبت مع أحد زملائي على سيارته ..

سألني : ماذا بك ؟

قلت له : - رسبت في بعض المواد .

وإذا
صار ..

أنت أول واحد يرسب ؟

لا ..

لكن الوالد ، سيعلقني في
المروحة .

لا تهتم ( وهو يخرج من جيبه شيئاً ) ..

خذ .

ما
هذا ؟

لاتخاف ..

هذي الحبة تنسيك الدنيا .

وهذه يا شباب
لحظة قاتلة للشاب .

كم من شاب دخل عالم الإدمان من هذه اللحظة
.

يقول : أكلت الحبة ..

وليتني ما فعلت .

قلت له ورأسي يكاد
أن ينفجر - : ما الذي يحدث .

رد علي – وهو يضحك - : هذا شيء طبيعي لأنها أول
مرة ..

لكنك مع التعود ستشعر بالراحة والسعادة .

وبمرور الأيام ..

تعلق قلبي بالحبوب .

لم أشعر إلا وقد خسرت نفسي ..

ونسيت
أهلي .خرجت من المدرسة إلى ظلمات الإدمان أبحث عن السعادة الموهومة ، بين الحبوب
والهيروين .

هاأنذا - في مشهد من مشاهد الانتحار - وبيدي السم الأبيض
(الهيروين) وكأنه سلاح أبيض ، أطعن به قلبي الأسود .

ولما أظلمت الدنيا في
عيني ..

وضاقت الحياة أمام وجهي ..

قررت السفر إلى الخارج .

وسافرت إلى الهند ..

وبسبب الإدمان على الهيروين خسرت كل ما أملك
من النقود .

وبعد أن أحرقني الجوع خرجت إلى الشارع ، وجلست على الرصيف ،
وبينما أنا جالس ، أقبل أحد الهنود ، وفي يده قطعة من الخبز ..

ثم ألقى ما
تبقى من الخبزة على الرصيف .

قلت في نفسي : الحمد لله جاء الفرج ..

لكني ترددت ..

هل أمد يدي ؟

ألتفت ..

وإذا بالناس
من حولي ..

ولكن ماذا أفعل ولهيب الجوع يشتعل في أحشائي ؟!! .

انتظرت قليلاً ..

ثم تقدمت وتقدمت .

وفي هذه اللحظة ظهر
جائع آخر..

وما إن رأى الخبزة حتى هجم عليها ، وخطفها .لم أتمالك نفسي
فأنطلقت أجري وراءه ..

وهو يجري بسرعة ..

وذيله القصير يضطرب وراءه
.

ولكم أن تتصوروا هذا المشهد .

كلب صغير يجري ..

ورجل
مسعور يجري خلفه .

قف يا كلب ، يا ابن الكلب ، ولكن دون جدوى .

لم
أستطع مواصلة السباق ..

فأهل المخدرات من أفشل الرياضيين مهما عظمت أجسادهم
.

يا شباب ، انظروا كيف جعلت المخدرات هذا الشاب في هذه المنزلة من الذل
والمهانة ، فهل يرضى أحدكم أن يكون في هذه المنزلة ؟ .

إن في ذلك لآيات لقوم
يعقلون .

يقول : بعد أيام مريرة ..

استطعت بشق الأنفس أن أعود إلى
هذه البلاد .

وبعد عودتي ..

كنت اجتمع ببعض المدمنين في إحدى الشقق
المشبوهة .

وفي رمضان الكريم !!

كانت إحدى الجلسات الخبيثة ..

أخذت إبرة الهروين ، وطعنت بها جسمي ..

فأغمي علي .نظر الشباب إلي
، صاحوا باسمي : يا فلان ، يا فلان .

حركوا جسمي فلم يجدوا أدنى حركة ..

ولما يئسوا مني قالوا : رحمك الله يافلان 0

ثم إنهم صاحوا : ماذا
نفعل أمام هذه الورطة ؟

فكروا بغير عقولهم ، ثم قرروا أن يتخلصوا من الجثة .

بدأوا أولاً بتفتيش ملابسي ..

كان في جيبي شيء من الهيروين فأخذوه
مني ..

ثم حملوني على الأعناق إلى الخارج .وفي الشارع ..

التفتوا ،
بحثوا عن مكان يليق بشخصي الكريم ..

وإذا ببرميل كبير للنفايات على جانب
الطريق .

أنزلوني فيه ..

ودفنوني بلا غسل ولا كفن ..

ثم
ودعوني ، وعادوا ، وكأن شيئاً لم يحدث .

وفي ظلمة الليل استيقظت ..

فتحت عيني وإذا أنا في هذا المكان الغريب ..

سألت نفسي : أين أنا ؟

ما الذي حدث ؟

لم أشعر إلا ومأكولات رمضان تنهال على رأسي مع
النفايات .

وأنتم يا سادة لا تخفى عليكم حالة الطوارئ التي تحدث في بيوتنا
في رمضان ..

الشوربة والسمبوسة والحلويات وأنواع المأكولات .

يقول :
حاولت أن أتحرك ..

ولكن دون جدوى ..

فقد هد الهيروين قوتي ، وشلّ
أركاني .

وبعد جولات من المصارعة ، دامت قرابة العشر ساعات ..

استطعت الخروج إلى الحياة ..

ومع هذا فقد كان همي الأكبر في أمر هو
أعظم عندي من الحياة .

أضع يدي بسرعة على جيبي ..

هاه ، أين
الهيروين ؟

أنطلق مسرعاً إلى الشباب ..

أطرق الباب ..

فلما
فتحوا الباب ونظروا إلي تغيرت وجوههم ..

من هول المشهد .

سلامات ..

واللهِ ، كنا نظن أنك ميت !!!

لم أرد عليهم ..

بل بادرتهم
بالسؤال :من الذي أخذ الهيروين الذي كان في جيبي ؟

نحن أخذناه .

لماذا أخذتموه من جيبي ؟

كنا نظن أنك ميت فأخذناه.

أعيدوه
لي فوراً ؟

(نفس ) أرأيتم يا شباب ، هذه خاتمة إخوة الهيروين والمخدرات .

والله ، سرعان ما تنقلب صداقتهم إلى عداوة ..

ومودتهم إلى بغض
وكراهية ..

ولكن، ما أكثر المغرورين يقول : في يوم آخر ، كنت أبحث عن المال
لأحصل على جرعة الهيروين .خرجت إلى الشارع ..

إلى أين ؟

إلى منزل
أحد الجيران ..

أطرق الباب ..

فيخرج جارنا من منزله
.

السلام عليكم يا بو فلان .

وعليكم السلام .إذا سمحت ..

عندي بعض الشباب في المجلس ، ونريد أن نشاهد المباراة ..

لكن الأهل
يشاهدون القناة الثانية ..

فهل يمكن أن أستعير منك التليفزيون إلى أن تنتهي
المباراة ؟

نظر إلي ..

تردد ، لكنه لم يستطع أن يرفض طلبي ، ولو
على سبيل المجاملة .

دخل المنزل ..

ثم خرج بعد قليل وهو يحمل بين
يديه التلفاز ..

أخذته منه ووضعته في ( الونيت ) ..

وعلى الهواء
مباشرة انطلقت به إلى سوق ( الحراج ) لأبيعه في الحال وأحصل على الجرعة المسمومة
.

افتضح أمري بين الجيران ..

فكرهني الناس ، واستوحشوا مني
.

لم يبق في حياتي أي معنى للحياة .

إلى متى ؟

وإلى أين أمشي
؟

أسير وأسير ، لكنني أسير ..

أرى حولي أشباحاً ، لكنني ضرير .

لم أعد أرى بعيني إلا الظلام ..

ولم يبق في قلبي سوى الأوهام
.

ولكن ..

مع ظلمة الليل ..

لاحت أنوار الفجر ..

فكان من لطف ربي أن فتح لي باب التوبة و الإنابة .

ولما أنبت إلى
ربي ، وجدت نفسي ، وعادت إلي حياتي .

أعود إلى الحارة وإذا بصوت الحق ينادي
: حي على الصلاة .

حي على الفلاح .

فأقول : لبيك وسعديك ..

عبدك المذنب عائد إليك ..

منكسر بين يديك ..

لا ملجأ من
الإدمان إلا إليك .

أدخل المسجد ..

أرفع يدي لله ، مستقبلاً حياة
الإيمان ..

مستدبراً شقاء الإدمان .

وفي هذه الأثناء ..

يراني أحد الجيران ممن عرفني أيام السرقة والإدمان ..

فينطلق إلى
الجيران ويقول : احذروا !!

المدمن دخل المسجد ..

وما أظن إلا أنه
سيسرق من المسجد شيئاً ..

إما سجادة ، وإما مكيف .

لا أدري ..

أأضحك أم أبكي ؟

لكني والله لا ألومه ..

فكم تأذى الجيران
بسبب إدماني على المخدرات.

مضت الأيام ..

وعلم الناس صدق إنابتي
وصحة توبتي ثم التحقت بدورة علمية.

ما هي هذه الدورة ؟

إنها دورة
متخصصة في مكافحة الإدمان وإرشاد المدمنين .

نعم .

لقد انعكست الآية
..

فبالأمس كنت أسيراً للإدمان ..

وأنا اليوم مجاهد في وجه الإدمان
..

آخذ بأيدي المدمنين إلى بر الأمان أصرخ في آذانهم : يا إخواني ..

ارجعوا وراءكم واسلكوا طريقاً آخر .

يا إخواني ..

ها أنذا
أعود إليكم ..

لأخبركم بما أمامكم .فلا تهلكوا أنفسكم بأنفسكم ..

ولا تتخربوا بيوتكم بأيديكم ..

ولا تحطموا مستقبلكم بحاضركم ..

فإني والله لكم من الناصحين.

مشكوره قصه رائعه ومفيده

قصــــ,رائعة,ــــــة

شكرًا لكِـ

قصــــــــــــــــــــــــــ جميل ر

يسسسسسسسسسسسسسلموو على القصه صديقتي

شًكرا لك

يسلموو عالقصه ياقمورهه