طَويلةُ هي الدروب إلى الجنة ، وشاسعة تلك المسافات التي تنتظر مِنا عبورها ، جميلةُ هِي فضاءاتك يا رمضان ،
جميلة بجمالِ الهلال الذي طالما أنتظرنا رؤياه :"
على مُحيا سماواتك!
اتيتَ يا رمضانُ ،
وبِقدومك ؟ رحِلت كُل الشياطين ! غادرتنا وقد صُفدت على أبواب الجحيمُ .
بمِقدمك يا رمضان ؟ تألقت الجنة أكثر ، أزدادت خضرة ونقآء وعنفوانية ()!
تجٌملت كل الطرق المؤدية إليها .
أتيت يارمضان ،
وجاءت هداياك النورانيةُ لتنثرها هُنا وهُناك ، بين عِتق من نيران الهَوى والشهوات ، وبين مغفرةِ وجنة من الطيب و القُربات .
أتيت يا رمضان ُ
وغدتْ صباحاتٌك معطرةُ بمسكِ أفواه الصائمين ، ودعوات الذاكرين ، وبحار عشقِ الخاشعين !
أمست الشَمسٌ أكثر نوراً ، وأستحال الحر برداً وسلاماً .
وحتى الهٌموم اللتي أثقلت كواهلنا ، أخذت تتقهقهر بِـ طلتك يا غالي ~
هَلم يا رمضان
هلم لترجِع قلوبنا ، هَلم فَصدرونا ظمأء لِدمعات الأسحار ، ودَعواتٍ تَهطِل كما الأمطار .
مُشتـاقون يا رمضان
أو تعرف معنى الإشتياق عِندما يبلغُ منتهاه ؟
أو تَعرف أننا نراكَ في مناماتِتنا وأحلامِنا ؟
أو تعرف أننا علٌقنا كُل الدعوات على حِبالك ، وأنخنا كل الهمم على بابك ؟
أعطِني يدكَ يا رمضان ، أعطني يَدك أعاهدها على عَدم الخذلان ، أعاهدك على أن أكون مقربة ضَيفيَ الفضيل ، أعاهدك والوعد معلقُ بِك،
لأنك ضيفُ الرحمن ، ولأنني أحب الرحمن ؟ فأنا محبة لكَ بل عاشقة !
ولن أخذل جوائز الله المُرصعة على صفحة جنابِك .
لن أخذل لياليك اللتي تنتظر قيامنا وركعاتنا ، ونهَاراتِك اللتي تَتفاخر بصيامِنا .
لأنك جَمِيل يا رمضان
تجّملنا لكْ .
لأنك غالٍ يا رمضان
تأهفّنا لك .
ولأنك ربما تكون أخر الرمضاناتِ اللتي نَحيا أكنافها ، أولا يجدر بنا إذن أن نكحّل أعيينا وقلوبنا وأرواحْنا لكَ يا غال ؟
- بَقلم : فاطمة النعيمي.