المكان : مكة قبل مئات السنين ... ومن بعيد نلمح شاباً من أشرف شباب مكة وأعطرهم ذكراً .. إنه
عبد الله ابن أحد أعز رجال قريش وأحكمهم .. ابن عبد المطلب .. وهو عريس .. ولكن يا ترى ؟؟؟ من هي العروس؟؟؟
العروس :
آمنة بنت وهب .. صبية من قريش .. قريبة آل المطلب ... فرح مكة كبير ... وفرح عبد المطلب
ليس له حصر .. وهو يرى آخر العنقود عريساً بجانب عروسه بعد كثير من العناء
..
مضت
الأيام .. العروسان سعيدان بأسرتهما الصغيرة التي بدأت تتشكل ... وعبد
المطلب في قمة السعادة وهو يرى الزوجين الغاليين يكبران معاً في كل يوم
بدأ
برعم جديد في الأسرة يتكون .. أحست آمنة أن هناك خطباً ما في صحتها .. وفي
نفس الوقت ولحكمة ما .. اضطر عبد الله لترك أبوه وزوجه في رحلة عمل ظنها
لن تطول
مرت
الأسابيع ... طال سفر عبد الله ... الأم الصغيرة .. عروس الأمس ... قلقة
.. لكن في داخلها شعور غريب ... عبد المطلب يتلمس الأخبار حتى وصل الخبر
..... عبد الله ...
مرض ومات !!! ودفن عند أخواله في يثرب .... خبر حزين ثقيل .... ترى .... هل سيأتي الفرج ليواسي قلب الحزينين الغاليين؟!
في
قلب آمنة ... كان هناك سكينة مميزة .. رغم حزنها على زوجها لكن كان هناك
شعور مختلف.. لم تشعر بالوحدة .. كان هناك أمان ما ... ابتسامة تشق دربها
مع كل يوم يمر .. ومع كل شهر من شهور الحمل التي لم تطول
وذات ليلة ... في يوم
الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل ... لم تدر آمنة .. هل كانت تضع مولوداً أم نوراً .. تحدثت آمنة كثيراً عن
تلك الليلة .. عن أحلام كانت تراودها ... عن هاتف جاءها ليقول لها :
إنه سيد هذه الأمة ... سميه محمدا...
أرسلت
آمنة في طلب الجد الذي جاء على جناح الفرح ليرى حفيده.. نور عينيه ... ابن
فقيده الغالي .. ومن سيكون معه فصول كثيرة .. في أيام قادمة ...
وولد سيدنا محمد .... كانت بداية ولادة أمة ...
من يجب بسلوكها أن تكون خير أمة أخرجت للناس لعل الروايات أصدقائي تختلف وتكون كثيرة عن مولد نبينا الحبيب صلى الله
عليه وسلم ... لكن اليقين أننا قادرون على الولادة والبدء من جديد ... في
كل وقت ... في كل حين ....