عسكرة
الفضاء من أخطر مظاهر سباق التسلح، فمنذ منتصف القرن العشرين تدور في
مدارات حول الأرض أعداد هائلة من الأقمار الصناعية، وقد نجم عنها تسرُّب
وقود نووي يتسبب في ملوثات جديدة للفضاء الخارجي.
وقد أثبتت دراسات مركز تيليدين، الذي يعمل لحساب وكالة (ناسا) الأمريكية مؤخراً
ـ
أن 2350 كغ من الوقود النووي تدور في مدارات حول الأرض، وأن قسماً كبيراً
منها سيبقى مئات السنين في الفضاء قبل أن يتحلل ويفقد قدرته الإشعاعية.
ـ
وأن عدداً كبيراً من الأقمار الصناعية، خاصة العسكرية منها، يدور على
ارتفاع ألف كيلو متر في مدارات مزدحمة، ومن المحتمل التصادم بينها، مما
يؤدي إلى تلوّث الأرض بالمواد المشعة.
ـ وأن اصطداماً يقع بين قمرين
صناعيين مندفعين بسرعة هائلة ينتج عنه أكثر من مليون من الجسيمات المشعة،
قطر كلٍ منها مليمتر، ستتحلل بإيقاع سريع، وتعود لتدخل أجواء الأرض.
-
وأن فقدان المفاعل النووي الأمريكي ستاب 10 أ لبعض أجزائه عام ،1979
واصطدامه بشيء آخر في الفضاء انبثق عنه أعداد هائلة من الجسيمات المشعة.
ـ
وأن سقوط أجزاء من القمر الصناعي السوفييتي كوزموس945 عام 1978 بين ثلوج
كندا الشمالية، إثْرَ تدميره، قد تسبب في تلوث نووي على مساحة 800 كم2.
ـ
وأنه رصدت 32 حالة انفصال لمفاعلات نووية من الأقمار الصناعية بين عامَيْ
1981 و1982 . ـ وأن التصاق المفاعل النووي السوفييتي كوزموس1504 بالقمر
العائد له عام ،1992 بدلاً من الانطلاق إلى مدار أعلى، أدى إلى تحلله. وبعد
أربعة أسابيع دخل المفاعل جو الأرض فوق المحيط الهادي، وسقطت بعض أجزائه
في مياهه، وفي مناطق مأهولة